في خضم تلك الأمواج المتلاطمة ..
في مواجهة جيوش رياح الزيف العاتية ..
في إطار نكران الحق بل واعتلاء الباطل ..
في عصر ساد فيه انقلاب الميزان وتخبط رمانته ..
في ظل تضارب المفاهيم واختلاط القيم والمعاني ..
في درب مظلم من نسيان الجميل ومقابلته بالجحود ..
في نفق الهروب حالك السواد ودفن الرؤوس في التراب ..
كان لابد من وقفة تفكر و تأمل ومن ثم إعلان للصدق والحق ..
*** هذه هي مصر ***
القرآن الكريم :
ذكرت مصر في القرآن الكريم في خمس مواضع وهذا التشريف لها من رب العالمين دائم ومستمر إلي يوم الدين.
)وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَِ ) البقرة 61.
) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَِ)يونس 88.
) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَلاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِيالأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَِ ) يوسف 21.
) فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَِ ) يوسف 99.
)وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَيَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَِ ) الزخرف 51
الحديث الشريف :
ذكرت مصر وأهلها في صحيح الأحاديث وهذا تشريف من سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم ولا ينتهي هذا التكريم بتقادم الزمن أو تغيره .
حديث رقم: 2543
صحيح مسلم .. كتاب فضائل الصحابة" باب وصية النبي بأهل مصر"
حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها قال فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها.) رواه مسلم)
قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم عليه الصلاة والسلام،والذمة هنا بمعنى: الحرمة والحق.
وقد فسر أهل العلم الذمة والرحم في شأن أهل مصر بكون هاجر أم إسماعيل قبطية، وأن مارية أم إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم قبطية.
إخوتي في الله ..
أود أن أوجه كلماتي البسيطة والمتواضعة إلي القابضين علي الجمر في زمن الخنوع .. إلي أولئك الشرفاء الصابرين والصامدين الغيورين علي وطنهم الغالي والحبيب .. مصر ..
إخوتي الكرام ..
مصر وسمعتها لن تتأثر أبداً بظلم حاكم أو بطغيان شرذمة قليلون ..
ولن يتزعزع انتمائنا إليها مهما طالت الليالي وتبدلت العصور و السنون ..
فهي مصر التي في دمائنا تجري حروف كلماتها ..
وهي مصر التي نشتاق لرحيق هوائها ونسماتها ..
هي مصر الوطن الحبيب الجميل ..
هي مصر في زرقة المتوسط وجريان النيل ..
هي مصر بهواها شفاء العليل ..
هي مصر ذكرانا العطرة في ساعات الأصيل ..
يا مصر حُبك بقلبي وعقلي ..
جريان نيلك .. شريان جسدي ..
شوقي .. حنيني .. في الروح يسري ..
بكائي .. أنيني .. تحملي .. وصبري ..
لأجلك حياتي .. ولأني مصري ..
إسلامنا يحميني .. ويحميك يا عمري ..
في الشمس دفئك .. ضياءك قمري ..
إخوتي في الله ..
قليل من كثير .. شوق وحنين .. إلي مصر الأمصار ..
إلي المحروسة .. إليها ولأهلها الكرام ..
تحياتي والسلام ..
===================