نم في عرينك يا حسن ، فزئيرك أيها الأسد هز أضلعنا في السجون ، فنحن فقط من يهمه الأمر ، هذه حقيقة يجب أن تصرخها في وجه كل من ظن أنه صنع لنا شيئا ، فلم تقدموا لنا إلا الفتات ، ونحن يا حسن من يجب عليهم أن يقدموا لنا الشكر والعرفان...
كيف لا.. ونحن من أجلسناهم على مقاعد المناصب وأفخر أنواع المكاتب .
كيف لا .. ونحن من جعلنا حساباتهم المصرفية عامة بالأموال وأكسبناهم تجارة رابحة، فنحن مشروع تجاري يا حسن والأسرى السلع .
كيف لا ،، ونحن من سلطنا عليهم الأضواء محليا وعربيا ودوليا فظنوا أنهم نجوم "هوليود" وعاشوا اللحظة بتجلياتها ،،
كيف لا .. ونحن من نهرم خلف القضبان وهم على عذاباتنا يتسلقون الدرجات الوظيفية ، فمن كان في الماضي يتوحد بالمكان معنا أسيرا بات اليوم وزيرا، والآخر وكيلا والقائمة يا حسن تطول وسني أسرنا تطول.. وكبيرنا أبو السكر يجر قدميه وراءهم ظانا أن متابعاته ستذكرهم كلما غفلوا ،، وما ظن أبو السكر أن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر .
كيف لا .. ولولانا ما كانت الوزارات وما عقدت المؤتمرات والندوات ، وما صفق الشعب خلف كل خطاب، وما أخذوا درجة التميز لأكثر شعب يصفق على أكثر الخطابات عددا .
نحن من صنعنا لهم يا حسن وهم لم يقدموا لنا إلا الفتات ، فلتنهض أيها الشعب من سباتك، أما هزتك كلمات الحسن وزئيره ؟؟!! فلتنهضي يا أشجار الزيتون الرومية ولتضربي بجذورك القاع ولتشقي الأرض كي تنفلق جدران العزل ، فالأسير القابع فيه هو المعتصم الذي تناديه الحرائر المأسورة دوما والأسرى أنفسهم هم المهدي المنتظر للخلاص .
لملم جراحك ولتتوحد الجراح ولنردد قول الشاعر
لا تََشْكُ للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
ولأن الأسرى والأسيرات فقط من يهمهم الأمر،، فكن قنوعا يا حسن فنحن حسبك، نعلم جيدا رسم أيامك، وكفى ..
ونعلم جيدا كيف تخنقك الآه وتجترح فؤادك ،،وكفى ..
ونعلم أن المذياع والتلفاز والكتاب والورقة والقلم هم إخوة القيد،،وكفى ..
ونعلم أن صوت أمك المسنة على عتبة الرحيل وخوفك خوفنا ،،وكفى ..
ونعلم أن عروسك تنتظرك فارسا على الخيل الأبيض فجهز خيلك،،وكفى..
وحسبك أن القيد في معصميّ أبو شادي فخرا فهو الذي ما عرف فلذة كبده عندما احتضن القضبان معه ،،وكفى ..
وحسبك أرواحنا المأسورة معك وقلوبنا النابضة معك وأحلامنا التي ارتطمت بصخرة الواقع المرير،،وكفى ..
الواقع المرير الذي تبدل فيه السلاح ،،بالكفاح ..
وتبدلت فيه المقاومة المسلحة ،،بالمقاومة السلمية ..
وتبدل فيه الثوار الذين خاطبتهم برسالتك بالمتضامنين الأجانب من حقيقتهم لا ثالث لها،، إما كحال المستشرقين الذين دخلوا بلاد العرب بحجة التعرف والاكتشاف، وإذ بهم يقدمون خرائطا مدروسة لدول احتلتنا لاحقا،،وإما أنهم موظفو منظمات حقوقية عالمية مدفوعي الأجر .
وتبدلت فيه كوفية الختيار بالألوان العصرية حتى تواكب أحدث الصرعات .
وتبدل فيه قناع المطارد بقناع "سوبرمان " .
وتبدلت فيه سماعات النداء بأبواق "البوبوزيلا" في نعلين وبلعين والنبي صالح .
هذا هو واقعنا المرير يا حسن .
فالشعب في المسيرات العصرية يصفق.
خلف كل خطاب يصفق.
وعلى فوز برشلونة يصفق.
وعلى ستار أكاديمي يصفق.
والسجان فوق رأسك ورأس كل أسير يصفق.
ولكننا نقسم أننا بأظافرنا كل الأرواح التي غنت على عذاباتنا ستزهق، كل الأرواح التي غنت على عذاباتنا ستزهق .