في ذكرى الإسراء والمعراج
عبد الغني أحمد ناجي
مِن بعد ضِيق النفسِ كالليلِ الْبهيمْ
وتَلَبُّد الأجْواءِ تكْسُوها الغُيومْ
يأتيِ انفراجُ الضِيق دونَ حسابِه
والصُّبحُ يُسْفرُ لابسًا حُلَلَ النسيمْ
فمحمدٌ في عامِ حُزْنٍ عَاصرٍ
قلْبًا به ذِكْرُ الإله هو المقيمْ
فَقَدَ النصير بزوجه، وبعمه
فقد المدافع والمُسري والنديمْ
فتقوضَ الحصنُ الذي يأوي له
عند اشتداد الكُفر كالريح العقيمْ
فقَدَ الحنان بفقْده ينبوعه
فَقََدَ الحنانَ بفقده الأمَّ الرَّؤومْ
لكنّ ربّ العرش كانَ يُعدهُ
لرسالة عُظْمىَ على الدنيا تدومْ
هو رحمةٌ وهِدايةٌ، هو خاتَمٌ
فهو الرؤوفُ بأمةٍ، وهو الرَّحيْم
ناداهُ ربُّ العرش وهْو حَبيبُه
في ليلة الإسراء في عطفٍ عَميمْ
ناداه يدْنو من قداسةِ عَرشهِ
ليُسريَ البلوَى عن القلب الكظيمْ
في ليلةٍ فرُضَتْ بها تلك الصلا
ةُ دعامة للدين مِن رب عظيمْ
فنجا الأُلى قد صدَّقُوا خَبرَ السما
ءِ بلا مراء، أو جدالٍ لا يقومْ
وتأصًّلتْ في ليلةٍ تلك الأخوة
بيننا عَبْر الزمان المسْتديمْ
فالأنبياءُ جميعُهمْ صَلّى بهمْ
رَمْزَ التَّوحُّد، والسَّلام المسْتقيْم
حتى الأماكنُ في قداسةِ شرْعِنا
هي وَحْدةٌ كبْرى، وفي حِفظٍ حَميمْ
فالمسْجدُ الأقصَى له مِِثلُ العتي
قِ مَحبَّةٌ تدْعو إلى حِفظٍ سليمْ
إنَّ الدعائم للسَّلام مضيئةٌ
في ذلك الإسراءِ ذي المغزىَ العظيمْ
فلِقاءُ خير الأنبياءِ بإخوةٍ
من أنبياء الله بَينهمُ الكليمْ
هذا اللقاءُ مُعبرٌ، وكأنَّهُ
مِنْ خَلْف أسْتار الزمان لنا يَرومْ
فيرومُ نَبْذَ عَدَاوةٍ بينَ الورَى
حتى يَعُمَّ السّلْمُ كالظِلّ المُقيمْ
كيْ تُورقَ الأغصانُ أمْنًا يانعًا
يمتدُّ فوق الأرض يصحبُه النسيمْ
كيْ يعْمر الحُبُّ الوريفُ قلوبنا
فالحُبُّ في الدُّنيا سلام لا يريمْ
ندعو الإلهَ بعونِه، وبنصْره
كشْفَ الغُيوم، وقشْعَ أسراب الهمومْ
صلى عليك اللهُ يا خيرَ الوَرَى
إنَّ الصلاة عليك مفتاحُ النَّعيمْ
https://i.servimg.com/u/f28/14/48/48/87/12580110.jpg