الألعاب النارية في شهر رمضان ! .
* ـ كلما أقبل شهر رمضان شمر المسارعون في الخيرات عن ساعد الجد والعمل واجتهدوا في الإكثار من الطاعات ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .. وتسابقت - بالمقابل - القنوات الفضائية على تقديم كل ما هو جديد وجاذب في نظرها ! واندفع كثير من الناس إلى الأسواق يأخذون ما تشتهيه أنفسهم من الأطعمة والمشروبات حتى أنك لتجد بعض الأرفف في مراكز التسويق فارغة تماماً من محتوياتها وكأننا مقبلون على مجاعة أو كأنه شهر الأكل والشرب بدل الصوم ! أما بعض الشباب فعجباً لحالهم ! فقد جعلوا نهار رمضان للنوم وليله للتسكع في الأسواق !
وماذا عن الأطفال ؟ إنهم يقبلون على اللعب ؟ ولكن بماذا ؟ بألعاب قد تنهي حياة أحدهم أو تتسبب في إحداث عاهة مستديمة له ! فهذا يرمي بها على المنازل القريبة (خاصة في الأزقة الضيقة) مما قد ينتج عنه حريق في ذلك المنزل أو إزعاج لساكنيه - على الأقل ! وآخر يلعب بها وسط الطريق وقد يتسبب في حدوث أضرار لبعض السيارات ! وقد علمت عن احتراق سيارة أحد الأصدقاء ذات مرة ولم يستطع فعل شيء لأن الفاعل غير معروف وإن عرف فهو طفل !
الغريب أنك تجد بعض أولياء الأمور في الصف الأول في الصلاة وأبنائهم يؤذون المصلين في الطرقات بهذه الألعاب النارية المدمرة ! مرة - ونحن في صلاة التراويح - رمى بها أحدهم حتى استقرت عند باب المسجد من الداخل ثم انفجرت ! تخيل الفزع الذي أحدثته بين المصلين لدرجة أن الإمام لم يعد يعرف ما يقول !
البعض يضع اللوم على الجهات ذات العلاقة لعدم منع دخول مثل هذه الألعاب ! ولكننا لم نسأل أنفسنا : وأين دور أولياء الأمور ؟ هناك في الأسواق أشياء كثيرة بعضها يتناسب وبعضها لا يتناسب مع عمر الطفل : فلماذا لا يهتم ولي الأمر بهذا الجانب ويتابع إبنه ؟ فإن كان من أصحاب الصف الأول فلا أقل من اصطحاب الإبن للمسجد أو متابعته على الدوام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .. ثم التبليغ عن المحلات التي تبيع هذه الألعاب الضارة والتحذير منها ما أمكن .
قال لي مرة أحد الباعة : إن المكسب الذي قد نجنيه من وراء بيع هذه الألعاب يربو على 1000 في المائة ! لذا، فإن بعضهم قد يخاطر من أجل توفيرها في الأسواق مهما كلفه الثمن !
إن أسرفنا على أنفسنا في الأشهر الماضية، فهذا رمضان قد أقبل .. فلنغتنم الفرصة بالتعرض إلى نفحات الرحمن فيه فإننا لا ندري هل نعيش إلى القادم أم لا .
تقبل الله من الجميع صالح الطاعات وغفر لنا السيئات والهمنا ذكره وشكره قبل الممات .. إنه سميع مجيب الدعوات .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .