* ـ يقول الله تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) .
ـ أحبتي أبارك لكم قدوم هذا الشهر الكريم الذي أضلكم فضله, والذي تفتح فيه أبواب الجنان, وتغلق فيه أبواب النيران .. هو فرصة لا يعادلها شيء في المثابرة والمسابقة والتزود من الأعمال الصالحات .. نهاره صيام وفيه فرصة لتذكر أحوال الضعفاء والمساكين الذين أنهك الجوع أجسادهم, وايبس العطش أكبادهم .. ومساؤه أكل وشرب وفيه فرصة لتذكر مالذ وطاب من نعيم الجنة وظلالها .
ـ أيها الاحبه, يا أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, يا أمة محمد, يا خير أمة أخرجت للناس, أدركوا إخوان لكم في ارض الصومال قد طالهم من الجوع والعطش ونكد العيش ما الله به عليم .. أدركوهم فأنتم أهل الشدائد, بكم وبمواقفكم شهد التاريخ ومن دونه .. أنتم أمة قال فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم (الخير باقي في أمتي إلى قيام الساعة) أدركوهم فأنتم أمة ما سجدت لغير الله وإن قصرت .
هبوا لنجدتهم كماهب أبي بكر وعمر وعثمان, فقد انفق أبي بكر ماله كله في سبيل الله وأنفق الفاروق عمر نصف ماله وجهز عثمان بن عفان جيش العسرة بأكمله, وخاض علي ساحات الجهاد بماله وبدنه نصرة لله ودينه, فمن منا سيكمل هذه المسيره ويفك زمن العسرة عن إخواننا في الصومال أنفقوا ما ستطعتم، حتى ولو بنصف قيمة فطوركم أو حتى بربعها فليس هذا بكثير كمهر لجنة عرضها السماوات والأرض .
ـ أيها الأحبة لا تحقروا من المعروف شيئاً ولو شيئاً قليل من قليل فبسقاية كلب دخلت الجنة امرأة, وبحبس هرة دخلت أخرى النار .
ـ يا أمة الإسلام, عددكم اليوم تجاوز مليار ونصف, فلو تصدق كل يوم أحدكم بريال واحد لفك جوع إخوانه، فسيصل لهم كل يوم مليار ونصف ريال فأي خير أعظم من ذلك في يوم واحد، فماذا عن الشهر سيكون هناك (45) مليار في شهر واحد كافية لدفن الفقر دهوراً .
ـ يا أمة عربية, جاء القرآن بلغتها تشريفاً وإجلالاً لها, تجاوز عددكم اليوم (400) مليون نسمه, فلو تصدق أحدكم في رمضان عن كل يوم بريال واحد فستوفرون (400) مليون ريال يومياً لإخوانكم, أي ما يعادل (12) مليار ريال في الشهر وهذه كافية لدحر الجوع لسنين عن إخوانكم .
ـ يا أمة خليجية, أنتم أهل الجزيرة العربية التي منها انطلقت الرسالة وفي ثناياها الحرمين الشريفين, أنتم أهل العقيدة الصافية, خصكم الله بأمن وأموال أدامها الله عليكم, يبلغ عددكم اليوم قرابة (40) مليون نسمه، ايعجر أحدكم أن يتصدق بريال واحد عن كل يوم ليوفر لإخوانه (40) مليون ريال كل يوم أي حوالي (120) مليون ريال في الشهر .
* ـ فماذا لو تصدق كل منا بنصف قيمة فطوره في رمضان أو بربعه، فلو فرضنا أن متوسط قيمة الفطور في رمضان للمواطن الخليجي يبلغ (10) ريالات فهذا يعني أنه لو تصدق كل يوم بنصف القيمة، فسيدفع الخليجيون (200) مليون ريال في اليوم الواحد أي ما يعادل (6) مليارات في الشهر .
ـ يا أمة محمد أدركوا إخوانكم, واستغلوا شهركم, تنالوا رضا ربكم .. يقول الله تعالى : (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) .
[url][/url]