قبورنا تبنى ونحن ما تبنا *** ليتنا تبنا قبل أنت تبنى
* ـ هذه الكلمات استوقفتني كثيراً .. وهي تدعو الإنسان العاقل على التأمل في مصيره في هذه الحياة الفانية والتي ظن المرء فيها أنه سيخلد .. كثير منا نسي أن الموت مصيره عند انتهاء عمر قصر أم طال .. أعجبتني عبارة مكتوبة في سيارة نقل الموتى ( هل أعددت نفسك لمثل هذا اليوم ) حينها عرفت بأني لست مستعداً للقاء الله .. والكل منا يجب أن يسأل نفسه هل هو مستعد للقاء الله ؟ ماذا لو حضر ملك الموت فجأة ليقبض أرواحنا ؟ ماذا سنقول له ؟ لسنا مستعدين الآن ؟ عد إلي فيما بعد .. مازالت هناك ذنوب لم أتب منها .. مازال هناك أناس ظلمتهم ولم أستسمح منهم .. مازالت هناك حقوق وواجبات وديون لم أؤديها .. ألا يعلم الإنسان أن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل .. قال تعالى : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (سورة يونس : 49) .
إذا لم نتب الآن فمتى نتوب ؟ هل نتوب عندما يقفل باب التوبة ؟
للأسف كثير منا يذهب لدفن الموتى ولا يتعظ .. فترى البعض يتحدث عن أمر الدنيا الزائلة عند المقابر ويظن أنه بعيد عن الموت ولا يدري أن دوره قادم لا محالة .
البعض يظن أن الموت لا يأتي إلا للكبار والمسنين فقط وأن الموت بعيد عنه لأنه مازال شاباً .. ونسي أن الإحصائيات الأخيرة للوفيات تظهر أن معظمهم من الشباب .
يجب أن نتمثل بحديث الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أكثروا من ذكر هازم اللذات ) .. ويجب أن نعلم بأننا مهما عملنا وطال بنا العمر فلا بد يوماً من ملاقاة الموت ولا مفر منه .. فهلا شمرنا عن سواعدنا وعملنا لدار سوف نسكنها بعد دار سنتركها للأبد في دنيانا .
* ـ اللهم أختم بالصالحات إعمالنا .. وأجعل اللهم خير أيامنا يوم نلقاك .. وأجعل اللهم أخر كلامنا في هذه الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. اللهم أمين .