عام يقبل ... و صفحة تطوى !!
الحمد لله الواحد القهار، جعل في تعاقب الليل والنهار عبرةً لأولي الأبصار، وبعدُ
إن وقفة التوديع مثيرة للأشجان، مُهيِّجة للأحزان؛ إذ هي مُصاحبة للرحيل، مؤذنة بالتحويل، مضى من عمر الزمان عامٌ؛ تقلبت فيه أحوال، وتصرمت فيه آجال، وإذا كان ذهاب الليالي والأيام لا يعني عند الغافلين اللاهين سوى مُضي يومٍ ومجيء آخر؛ فإنه عند أولي الأبصار باعثٌ حي من بواعث الاعتبار، ومصدر متجددٌ من مصادر العظة والادِّكار، وها هو عامٌ جديد قد أقبل، طوى قبل مجيئه عامًا قد انتهى، فاز فيه من فاز، وخَسِرَ من خَسِر، ذهب عن دنيانا من ذهب، وطُويت صفحته، وبَلِيَ جَسَدهُ، وعلم قدره ومنزلته، فأخذ ما قدم، وندم على ما تَرَك، ذهب منهم الرئيس، ولحق به المرءوس، في يومٍ لا يصلح فيه الندم، وكثير من الأحياء ما زالوا يموجون في الدنيا بين حريصٍ ومُفرِّط، ومُصِرّ، ومُدَّعٍ واهم غَرَّتْهُ الدنيا بزخرفها، فانغمس في ثناياهاوالشهور والأعوام، والليالي والأيام، مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تنقضي جميعًا، وتمضي سريعًا، والليل والنهار يتعاقبان لا يفتران، مطيتان حثيثتان تقرِّبان كل بعيد، وتبليان كل جديد، والموفّق السعيد لا يركنُ إلى الخُدَع، ولا يَغترّ بالطمع، فكم من مستقبل يوم لا يستكمله وكم من مُؤمِّلٍ لغدٍ لا يُدْركه وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ المنافقون يؤمل ابن آدم طول العمر ويتسلى بالأماني
عام جديد على نفسك وعملك شهيد، وتتجدد الأعوام عام بعد عام، فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نَظرة المستبعد، ثم تمرُّ به الأيام سراعًا، فينصرمُ العام كلمح البصر، فإذا هو في آخر العام، وهكذا عُمر الإنسان، يتطلع إليه مؤملاً راغبًا في طول العمر، مهملاً الاستعداد لآخره، فإذا به قد هجم عليه الموت، فإذا بحبل الأماني قد انْصرم، وبناء الجسد قد انْهدملقد ضَربت الدنيا على قلوبنا بَسَهْم، ونَصَبتْ في قلوبنا رايات، لَيْلُنَا ونهارنا في حديث عن الدنيا كم نربح؟ كيف نجمع؟ إن ضُرِبَ موعدٌ للدنيا؛ بادرنا إليه مبكّرين، وأقمنا عند بابه فَرحِين، ولا نُبقي للآخرة في قلوبنا إلا رُكنًا ضيقًا، وذكرًا قصيرًاانظر إذا رُفع الأذان، كم ترى من المبكّرين المسرعين وفي الطرقات ترى أكثر الناس تسير بعجلة للدنيا، ولقد أوصى رسولنا ابن عمر رضي الله عنهما بوصية بليغةٍ تُصحّح منظور المسلم إلى هذه الحياة الدنيا الفانية؛ حيث قال «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» البخاريفعابر السبيل يتقلل من الدنيا، ويُقصر الآمال، ويستكثر من زاد الإيمان، حديثه تلاوة كتاب الله، وهمّه المسابقة إلى الخيرات، فاليوم الذي مضى لن يعود، ولهذا قال معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو على فراش الموت «اللهم إنك تعلم أني لم أكُن أحبُّ البقاء في الدنيا، ولا طول المكثِ فيها، لحفر الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكني كُنت أحبُّ البقاء لمكابدة الليل الطويل، وظمأ الهواجر في الحرِّ الشديد، ولمزاحمة العلماء بالرُّكَب في حِلَق الذكر» أخرجه أحمد في الزهد ص
عام طويت صفحته بكل ما حملت في طياتها وعام أقبل ينتظر العاملين، وعابر السبيل لا يدنّس نقاء النهار بآثامه، ولا يُقصّر الليل بغفلته ومنامه، إن دُعِي إلى الطاعة؛ أجاب، وإن نودي إلى الصلاة لبَّى وأجاب، على قَدم الاستعداد أبدًا في غُدوِّه ورواحه، إنه يعلم أن من أمْضَى يومًا من عُمْره في غير حَقٍّ قضاه، أو فرضٍ أدَّاه، أو مَجْدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّله، أو خيرٍ أسّسه، أو علمٍ اقتبسه؛ فقد عَقَّ يومَه، وظلم نَفْسَه
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا
يقول سعيد بن مسعود رحمه الله تعالى «إذا رأيت العبد تزداد دنياهُ، وتنقصُ آخرتُهُ، وهو بذلك راضٍ؛ فذلك المغبون الذي يُلعَب بوجهه، وهو لا يشعر» أخرجه ابن المبارك في الزهد
ويقول محمد بن واسع رحمه الله «إذا رأيت في الجنة رجلاً يبكي، ألست تَعْجب من بكائه؟ » قيل بلى، قال «فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجبُ منه» إحياء علوم الدين
فحاسب نفسك لتعرف رصيدك من الخير والشر، ومدخراتك من الأعمال الصالحة، وهذه وصيةُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنُوها قبل أن تُوزنوا» أحمد في الزهد ص ، وضعّف الألباني الأثر في الضعيفة
فالمحاسبة تكشف خبايا النفس، وتُظهرُ عيوبها، فيسهل عليك علاجها قبل أن تندم لفوات الأوان، قال مالك بن دينار رحمه الله «رحم الله عبدًا قال لنفسه ألستِ صاحبةَ كذا؟ ثم ذمَّها، ثم خطمها، ثم ألجمها كتاب الله عز وجل، وكان لها قائدًا» إغاثة اللهفان، ولا تقولن لشيء من سيئاتك هو حقير، فلعله عند الله نخلة وعندك نقير
إن المحاسبة التي لا يتعدى أثرها دمع العين وحزن القلب دون صلاح وإصلاح؛ محاسبةٌ ميتة، ونتيجة قاصرة، فالمحاسبة المثمرة تلك التي توِّلد ندمًا على المعصية، وتحولاً إلى الخير، فهلم نتساءل أين حقوق الله هل وفيتها؟ وأين حقوق العباد هل أديتها؟ وما حالك مع الصلاة؟ هل تؤديها مع الجماعة بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها وسننها؟ هل تسكب من خشية الله الدموع، فإن النار لا تدخلها عين بكت من خشية الله؟ هل ما زلت مُصرًّا على هجر صلاة الفجر والعصر مع الجماعة؟ فتلك صلاةُ المنافقين، ومن ترك صلاةَ العصر فقد حبط عمله، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق البخاري
أما زلت غافلاً عن تلاوة كتاب الله، وقد كنت مُقبلاً عليه في شهر رمضان؟ أما زلت تاركًا للنوافل والمستحبات ولِمَ تُفرط فيها وهي علامة الإيمان وسبيل محبة الرحمن؟ فقد ورد في الحديث القدسي «وما يزال عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصرهُ الذي يبصر به، ويدهُ التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها» البخاريما الذي أهمّك في عامك الماضي، وأقضَّ مضجعَك لقمة عيشٍ تأكلها، أم مَلْبَس تَلْبَسَهُ، أو مُتْعَة قصيرة عابرة، أم لذة قصيرة عاجلة، أم كان همُّك أن تسلك سُبل مرضات التله وجناته؟
مضى عام وطويت صفحته، ولزامًا على العبد أن يسأل نفسه عن الذي آلمها في أيامها الماضية مَنْصب لم يَسْتَطع تحصيله، أم مَقعد أمّلت أن تحصله وتحوزه، أو دنيا لم تبلغ مناك فيها، أم أن دعوة الله تختلج في نفسك، فإذا علت وارتفع لواؤها؛ خفق القلب فرحًا، وتهادت النفس سرورًا، وإذا أصابتها العواصف والأدواء؛ دمعت العين وحزنت النفس، وجأر اللسان يشكو إلى ربّ الناس أحوال العباد؟
هل كنت في الماضي زارعًا للخير، تغرسُ بكلماتك الفضائلَ، وتنثرُ العطرَ بأفعالك، أم كنت تَغْرِسُ الشرَّ والسوءَ وتؤذي إخوانك؟
وأنت تستقبلُ عامك الجديد، فأنت تملكه إن كتب الله لك فيه أجلاً، فابدأ عامك بهمةٍ عاليةٍ وعزيمةٍ وقَّادة، مُقدِّمًا حقوق سيّدك وإلهك ومولاك، وحقه سبحانه أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا ينسى، وأن يُشكر فلا يُكفر، وذكّر نفسك وأنت ترى زوال الأيام وذهابها بالأعمار، ذكّر نفسك بحقيقة الدنيا التي تهفو إليها النفوس، ذكّرها بأن أيامها ماضية، وزينتها فانية، ومسرّاتها لا تدوم، ذكّرها بالنعيم المقيم في جنات الخلود أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ الرعدوذكّر نفسك أنها في العام الجديد لا تدري ما يستجد لها من الأعمال والأحوال من تقلبات الليل والنهار، واستثمر أيامه ولياليه، قال الله تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الزمر
شهر الله المحرم
ونحن نستقبل عامًا جديدًا، فعلينا أن نتزود بالزاد الكافي، ونُعد الجواب الشافي، وأن نستكثر من الحسنات، ونتدارك ما بقي من الأيام والأوقات قبل أن ينادي بنا منادي الشتات، ويفاجئنا هادم اللذات، فعن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي يعظ رجلاً ويقول له «اغتنم خمسًا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب
وليس بعد الدنيا من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلاَّ الجنة أو النار
لقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للطاعات، وأيامًا للخيرات، ليجتهد الناسُ فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات، وجعل المولى سبحانه فاتحة العام الهجري شهرًا عظيمًا مباركًا هو شهر الله المحرم، أحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ التوبة، وقال «السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» البخاري
وقد بيَّن النبي فضل الإكثار من صيام النافلة فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» مسلم
ومن الأزمنة التي خصها الشرع الحكيم بمزيد فضل في شهر الله المحرم يوم عاشوراء ومما يحسن التنبيه عليه مما يتعلق بهذا اليوم ما يلي
أولاً فضل صيام يوم عاشوراء
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي يتحرى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلاَّ هذا اليوم يوم عاشوراء» البخاري
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء، فقال «أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله» مسلم وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يومٍ واحد تكفير ذنوب سنة كاملة؛ إذا اجتنب المسلم الكبائر ولم يصرّ عليها، والله ذو الفضل العظيم
ثانيًا الحكمة من صيام يوم عاشوراء
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال «ما هذا؟» قالوا هذا يومٌ صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه البخاري
ثالثًا حكم صيام يوم عاشوراء
اتفق جمهور العلماء على أن صيامه من المستحبات، وليس من الواجبات؛ لما صح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صامه وأمر بصيامه، فلما افتُرِضَ رمضان كان هو الفريضة، وتُرك عاشوراء، فمن شاء، صامه، ومن شاء، تركه البخاري
رابعًا مراتب صيام يوم عاشوراء
ذكر ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب
المرتبة الأولى صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا أكملها
المرتبة الثانية صوم التاسع والعاشر؛ وذلك مخالفة لأهل الكتاب في صيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حين صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله، إنه يومٌ تعظّمه اليهود والنصارى فقال رسول الله «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، فلم يأت العام المقبل حتى تُوفي رسول الله مسلم
المرتبة الثالثة صوم العاشر وحده
خامسًا اختلاف نظرة الناس ليوم عاشوراء
فمنهم من يعظّمه ويجعله عيدًا، يلبسون فيه أجمل الثياب، ومنهم من يتخذ ذلك اليوم مأتمًا وحزنًا؛ لكون الحسين بن علي رضي الله عنهما قُتل فيه، فيجعلونه مأتمًا وعويلاً، ونياحة ولطمًا للصدور، وضربًا بالسيوف على الرءوس، وإسالة للدماء، ووضعًا للسلاسل في الأعناق، ومنهم من يفرح بذلك اليوم؛ شماتة بقتل الحسين رضي الله عنه، وكل هؤلاء ضلوا عن سواء السبيل، وهدى الله أهل الإسلام والسنة للحق، فصاموا ذلك اليوم اقتداءً بنبيهم ، ولم يصحبوا ذلك بنوعٍ من المحدَثات التي ما أنزل الله بها من سلطان
بدع يوم عاشوراء
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحناء، والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك، فهل ورد في ذلك عن رسول الله حديث صحيح؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا؟ وعما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش، وغير ذلك من الندب والنياحة، وقراءة المصروع، وشق الجُيوب، وهل لذلك أصلٌ أم لا ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا، لا عن النبي ولا عن صحابته، ولا التابعين، لا صحيحًا ولا ضعيفًا في كتب التصحيح أو السنن أو المسانيد، ولا يُعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما ورد أنَّ من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام أورده السيوطي في اللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة وقال الألباني موضوع ، وأمثال ذلك ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي أنه من وَسَّعَ على أهله يوم عاشوراء؛ وسَّعَ الله عليه سائر السنة، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كموسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتمًا يقيمون فيه الأحزان والأتراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، وإن كان أولئك أسوأ قصدًا وأعظم جهلاً، وأظهر ظلمًا، ولم يَسُنَّ رسول الله ، ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئًا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح.وأما سائر الأمور مثل اتخاذ الطعام فخارج عن العادة، إما حُبوب أو غير حبوب، أو تجديد لباس، وتوسيع نفقة، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة مختصة، كصلاة مختصةٍ به، أو قصد الذبح، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال والاختضاب، أو الاغتسال أو التصافح، أو التزاور أو زيارة المساجد والمشاهد، ونحو ذلك؛ فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنّها رسول الله ولا خلفاؤه الراشدون، ولا استحبها أحدٌ من أئمة المسلمين انتهى من مجموع فتاوى ابن تيمية
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون سنة نبيه المصطفى، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفّقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يحسن لنا الختام
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر: مدرسة أنصار الحبيب صلى الله عليه وسلم - من قسم: قسم الخطب والدروس المكتوبة