ماالفرق بين ((اسطاعوا..و..استطاعوا ))..
________________________________________
كل يوم جمعة تمر علينا هذي الاية..(فَمَااسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)
لكن هل توقفنا عندها لثواني لنعرف معناها والفرق بينهما؟
اسطاعوا و استطاعوا
قال تعالى (( فَمَااسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا))
و الكلام هنا عن جدار يأجوج و مأجوج، فلما تكلم عن محاولتهم أن يظهروه أى يتسلقوه إستعمل "ما اسطاعو" و لما تكلم عن محاولتهم أن ينقبوه أو ينقضوه بالحفر إستعمل كلمة "ما استطاعوا"
و ذلك لأن التسلق أيسر من إحداث النقب، كما أنه يحتاج إلى خفة و رشاقة فجاء اللفظ مخففاً ملائماً لحال المتسلق بالحذف
أما " مَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " أثبت التاء لأن ثقب الجدار فعل شاق و طويل و يحتاج معدات ثقيلة ..إلخ،فلم يحذف من الفعل بل أعطاه أطول صيغة
وهذا تفسير لشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ } يعني : أن يصعدوا عليه ؛ لأنه عالٍ ؛ ولأن الظاهر أنه أملس ، فهم لا يستطيعون أن يصعدوا عليه .{ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } لم تأتِ التاء في الفعل الأول { اسطاعوا } وأتت فيه ثانيًا ، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، أيهما أشق أن يصعدوا الجبل أو أن يَنقبوا هذا الحديد ؟
الجواب : الثاني أصعب ولهذا قال : { وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } لأنه حديد ممسوك بالنحاس ، فصاروا لا يستطيعون ظهوره لعلوه وملاسته ، فيما يظهر ، ولم يستطيعوا له نقبًا لصلابته وقوته ، إذًا صار سدًا منيعًا وكفى الله شر هؤلاء المفسدين وهم يأجوج ومأجوج .
وأسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما إنه جواد كريم ..امين
للجميع