السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامتحانات فترة اضظراب وارهاق.. فترة مؤلمة
تعقبها نتائج باهرة باذن الله
هكذا هي امتحانات الدنيا..فكيف امتحانات الآخرة..؟؟
يارب نسألك النجاة
نصائح مهمة للطلاب قبل الاختبارات
الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
زرت من أيام صديقاً لي قبيل المغرب فجاء ولده
يسلم علي وهو مصفر اللون باديَ الضّعف ,
فقلت خيراً إن شاء الله ؟
قال أبوه : ما به من شيء ولكنه كان نائماً .
قلت : وماله ينام غير وقت المنام ؟
قال : ليسهر في الليل , إنه يبقى ساهراً كل ليلة إلى الساعة الثانية .
قلت : ولم ؟ قال :يستعد للامتحان .
قلت أعوذ بالله !
هذا أقصر طرق الوصول إلى السقوط في الامتحان .
لقد دخلت خلال دراستي امتحانات لا أحصي عددها
فما سقطت في واحد منها بل كنت فيها كلها من المجلين
السابقين وما سهرت من أجلها ساعة
بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها .
فعجب الولد وقال :تنام أكثر؟
قلت نعم , وهل إلا هذا .
الامتحان مباراة ، أفرأيت رياضياً , ملاكماً أو
مصارعاً يهد جسده ليالي المباراة بالسهر ,
أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قوياً نشيطاً ؟
إن أول نصيحة أسديها لمن يدخل الامتحان
من الطلاب والطالبات أن يحسن الغذاء ،
وأن ينام ثماني ساعات .
قال: والوقت؟
قلت : إن الوقت متسع , وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت مستريح ،
تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرأ
وأنت تعبان نعسان تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه .
قال : إن كانت هذه النصيحة الأولى فما الثانية ؟
قلت أن تعرف نفسك أولاً , ثم تعرف كيف تقرأ
فإن من الطلاب من يسمع الدرس من المعلم
فينساه فإذا قرأه بنفسه استقر فيها ،
ومنهم من يقرأ فينسى فإذا سمع بأنه حفظ ،
أي إن من الناس من هو ( بصري )
يكاد يذكر في الامتحان صفحة الكتاب و مكان المسألة منها ,
ومنهم من هو ( سمعي ) يذكر رنة صوت الأستاذ ،
فإن كنت من أهل البصر فادرس وحدك ,
وإن كنت من أهل السمع فادرس مع رفيق لك مثلك واجعله يقرأ عليك .
قال : وكيف أعرف نفسي؟
قلت : أنا أكتب عشر كلمات لا رابطة فيها مثل
( كتاب ، مئذنة , سبعة عشر, هارون الرشيد ... )
وأقرؤها عليك مرة واحدة ثم تكتب أنت ما حفظته منها.
وأكتب مثلها وأطلعك عليها لحظة وتكتب ما حفظته منها ،
فإن حفظت بالسمع أكثر فأنت سمعي وإلا فأنت بصري.
قال والنصيحة الثالثة؟
قلت أن تجعل للدراسة برنامجاً تراعي فيه تنوع الدروس .،
فإذا تعبت من الحساب أو الجبر ،
اشتغلت بعده بالتاريخ أو الأدب
فيكون ذلك كالراحة لك من تعب الأول .
وأحسن طريقة وجدتها للقراءة ،
أن تمر أولاً مراً سريعاً على الكتاب كله ،
ثم تفهم فصلاً فصلاً منه ، على أن يكون القلم في يدك
إن كنت تقرأ بنفسك ،
فالجملة المهمة تخط تحتها خطاً بالأحمر ،
والشرح الذي لا ضرورة له تضرب عليه بخط خفيف ،
والفقرة الجامعة تشير إليها بسهم .
من غشنا فليس منا ..
ليكن شعارنا في الامتحانات فهل يجوز لنا أن نكسب امتحان دنيوي ونخسر في آخروي!!