امل الحياة
--------------------------------------------------------------------------------
هذي قصة طبيب في الجراحة يقول: >>>>> عندما كنت أتعلم الطب أحد المبادئ المادية الأ ساسية التي تفسر ما يحدث من تغيرات داخل الجسم عندما يصيبها عطب أو تلف ، تفسيراً مادياً صرفاً ، كما فحصت قطاعات مجهرية لهذه الأنسجة ، و تبينت أن الظروف المناسبة تعينها على أن تلتئم بسرعة و تتقدم نحو الشفاء .و عندما اشتغلت جراحاً في أحد المستشفيات بعد ذلك ، كنت أستخدم المبدأ السابق استخداما يتسم بالثقة فيه و الاطمئنان إليه . و لم يكن علىّ إلا أن أهيئ الظروف المادية و الطبية المناسبة ، ثم أدع الجرح يلتئم و كلي ثقة بالنتيجة المرتقبة . و لكنني لم ألبث غير قليل حتى اكتشفت أنني قد فاتني أن أُضِّمن علاجي و أفكاري الطبية أهم العناصر و أبعدها أثراً في إتمام الشفاء ألا و هو الاستعانة بالله . و عندما كنت أعمل جراحاً في أحد المستشفيات ، جاءتني ذات يوم جدة جاوزت السبعين تكشو من شدخ في عظام ردفها ، و بعد أن وضعت فترة تحت العلاج أدركت من فحص سلسلة الصور التي أخذت لها على فترات تحت الأشعة أنها تتقدم بسرعة عجيبة نحو الشفاء ، ولم تمض أيام قليلة حتى تقدمت مهنئاً بما تم لها من شفاء نادر عجيب ، عندئذ استطاعت السيدة أن تتحرك فوق المقعد ذي العجلات ، ثم سارت وحدها متوكئة على عصاها ، و قررت أن تخرج تلك السيدة في مدى أربع و عشرين ساعة و تذهب إلى بيتها ، فلم يعد بها حاجة إلى البقاء في المستشفى .
و كان صباح اليوم التالي هو الأحد ، و قد عادتها ابنتها في زيارة الأحد المعتادة حيث أخبرتها أنها تستطيع أن تأخذ والدتها في الصباح إلى المنزل لأنها تستطيع الآن أن تسير متوكئة على عصاها .
و لم تذكر لي ابتنها شيئاً مما جال في خاطرها و لكنها انتحت بأمها جانباً و أخبرتها أنها قد قررت بالاتفاق مع زوجها أن يأخذا الأم إلى أحد ملاجئ العجزة لأنهما لا يستطيعان أن يأخذاها إلى المنزل . و لم تكد تنقضي بضع ساعات على ذلك حتى استدعيت على عجل لإسعاف السيدة العجوز . و يا للهول ما رأيت . لقد كانت المرأة تحتضر ،و لم تمضي ساعات قليلة حتى أسلمت الروح . إنها لم تمت من كسر في عظام ردفها و لكنها ماتت من انكسار في قلبها . لقد حاولت دون جدوى أن أقدم لها أقصى ما يمكن من وسائل الإسعاف وضاعت كل الجهود سدى . قد شفيت من مرضها بسهولة و لكن قلبها الكسير لم يمكن شفاؤه برغم ما كانت قد تناولته في أثناء العلاج من الفيتامينات و العقاقير المقوية و ما تهيأ لها من أسباب الراحة و من الاحتياجات التي كانت تتخذ لتعينها على المرض و تعجل لها الشفاء . لقد التأمت عظامها المكسورة التئاماً تاماً و مع ذلك فإنها ماتت .لماذا ؟ إن أهم عامل في شفائها لم يكن الفيتامينات ولا العقاقير و لا التئام العظام ، و لكنه كان الأمل و عندما ضاع الأمل تعذر الشفاء .
أثرت هذه الحادثة في نفسي تأثيراً عميقاً ، و قلت في نفسي: لو أن هذه السيدة و ضعت أملها في الله ما ضيعها و ما انهارت و لما حدث لها ما حدث .
منقووووووووووووول